ثلاثون خريفاً تغرق في دمي

هكذا …………

 

إن شئت رتبت لك صفحاتي الثلاثين وأستدين فوقهن ثلاثين ،دون أن أشعر بقلق لفقدان تفاصيلهن أجمعين

إن شئت أعددت لك ومضة البرق دون كتابة كلمات جازمة بسؤال !!! أو الثرثرة بكلام عن سماء بلا أقمار

هذا ……

ورغم أني جئتك لأكتب كلمتي الأخيرة على حدودك ربما نعثر سوياً على وتر قريب من حافة النور الا أن لا خيوط تجمعنا سوى الرغبة في سفر طويل ، وأنك نبهتني الى أني لم أكتب كلمتي الأخيرةبعد …….

 

هكذا

كأنما آخر قطرة من البحر

هي دفؤك من بردي

طاب مساؤك يا صديقي

بردي وحزنك توأمان غبيان / يرتب أحدهما للسقوط

في الستين من الآخر

 

ما تقول اذن :

إن شئت نبحث سوياً عن معطف يدفئ بردنا

كل المعاطف تختصر المسافة

لكنها لا تقرأ غامض هذا الغياب

 

وهي متاهة مترعة بقلق وفير حين قالت جدتي :

إن شمس الظهيرة بالأمس كانت تعرض نفسها في مزاد علني بعد أن لمحها البعض تتسلل الى مخدع الثلج تحاول غوايته ..

وأن جارتنا التي تقوم الليل وآناء النهار تختبئ في وجه زوجها ولغيره تهدي الياسمين ،

 

ما تقول اذن :

تلك آخر قطرة من البحر ، وستون وقتاً كل الوقت تطاردني

عمت مساءً يا صديقي

يا من تستحق كفارة الروح

إليك قلق هذين الغبيين

بردي وحزنك

عساك تعذر انكساري

وثلاثين خريفاً تغرق في دمي .

 

منال خميس شاعرة فلسطينية

  ارسل هذه الصفحة الى صديق

اغلاق الصفحة