بكائيات لهذا النور

نجوى شمعون

سبع سنابل قتلاك

وسبع حور

أفتح جرحا على جرح مدينة

في روعة الوجه حين تتمشى نجومه

للذي قتلني ولم احترس

للذي قتلني ولم ينتبه

عيناك أقوى من الكلام الذي

يزج بنفسه في

شباك صياد

وأقوى من سفح البكاء

وقل لي :

فيم انتحارك ..؟؟؟

لك الشعر ..

ولي ما تهدل من بقايا الحلم

لك فيما سيأتي أغنية

ولي جرح قد ضل

سربه .

2 ـ

لا شيء يمثلني في عينيك

لا الضوء ..لا الظلام

لا قيثارة تسبح

في النهر الغريب من دمنا

لا ملائكة ..!!

شبح يقيم على خيامي

أي الزهور تختار

فيما أحس نبضك يا غريب ..

يهزمني الكلام

نثار فراشات تجمع

رحيق العبرات

ننتظر ..

الجدول في مراهقة صباه

حينما نعاني من قلق

الأحلام المخبأة

بين دالية وعينين وسعهما

أكبر من انتزاع الروح

من وجه الشفق

ليس من شوق إلى عذاب

عذب النزوح أو صريح الجراح

أكتب قصيدتي

فأراك في دمي ..تتنزه

أجس نبضك المسجى

يا غريب ..

بين أدمعي لهيب

لك ما تقدم على سهل الحكاية

ولي ما تساقط من وبر الخيال

ولك ما تساقط من دمي

فلنرفع عرش الياسمين أعلى

من قبلة على الجبين

هذا هو الليل ..

بدوي يلف الخيام فيخرج

القمر منتشيا

لك الشعر

ولي تنهدات الوجع

أعنف من الموت أنت

ومن اعتراض الفجر

للنجوم في التنزه

عاد وفيا من جرحه

فيما أعد جوقة المنشدين

فتحت دمعتي ليلها للقبل

فيما يبدل الليل أفعاله

ما الذي يعانيه إذا احتدم البكاء

وفي وقوف السؤال تلو السؤال وفي السجود

سماء ترتفع قليلا عن دمعتي

في جروحك المنتقاة

على قافلة الرحيل

لنكن صريحين أكثر

فيما تبث الريح أخبارك

في جروحك المنتقاة

على قامة النخيل

سأعد أغنيتي لهذا

الرحيل سأعد جراحي

فيما تبث الريح أنشودة البكاء

بوسعنا ان نرقص معا

في حظ قليل

وفي احتمال الليل لي

فامشي خفيفا على دمعتي

فيما ينكسر كأس النبيذ

في دمي تتجرد إمرأة من حلمها .

كم سيمضي بعد رحيلك

كم سيمضي من أغنيات

ونورس

كم سيمضي،

 شجر

صوت ناى بعيد

يحمل عشبا

يحضن طيناً           

سيطلق الرصاص ..ثم نبكي

ونبقى وحيدين 

كم سيبقى بين لفتة وأخرى

يا صرخات اللغة

 على باب منفى

على باب الجسد

كم وقفت طويلا مصلوبا

تقلع الحدأة أظفري

 وتمزق على مهل يدي

على باب بيتي نواح

ثلج يدب فيّ نارا

عاشقة تقتحم دم حبيبها

وأفق شاحب

سجان يأتي للسجين بسوط من جلده

حفرة أم مشنقة للقتيل

ومزمار وأغلال للذبيح

سجان يحرق مسجونه مثل علبة تبغ

خلف الأسوار ضباب مغروس

في صدر طفل

فكاه تصكان على رمل

فيخر الجسد وطنا

كم وقفت  طويلا يا أبي

على باب يافا واسدود

وكل الجهات مقفلة

للدم لون الملحمة في وقع

البرد علينا

كم سيمضي بعد رحيلك

من كلمات لم تقلها

كم سيمضي

من مشاجرات على غصن

زرعناه ..

لازلت تنحت وجهك على السماء

وعلى حاجز في الطريق

ولازلت تشتبك معهم

طعنة في العتمة وأخرى

لريح تغتسل بدمنا

كم سيمضي على رحيلك بيننا

سيمضي سؤال يلوكه الزبد

 وما من أحد

يدير الشباك على صخرة

تتدحرج رويدا رويدا

على مفترق الطرق

سعف النخيل وما من

فكرة تجوب الأفق

كم سيمضي من عاج الذكريات

ومن قتيل الشهب

جماجم تنمو لا نباتات

فوق الأرض

كأس من الخمر قد ينسي أبا لهب

لكن عاصفة متوجة بالحجر

 تزيل ما علق بفم أبي لهب

كم سيمضي على حرب

الكرنفال كم سيمضي

ورحيلك أسلاك وأسوار

وقناع من الصمت

يدوي في الخيمة المحترقة

حفرة فأسطر فأقدام ممزقة

دنشواي لم تبتعد

ولا تل الزعتر ولا نامت عيون

في دير ياسين

نطيع الريح شمالية في غزوها

نطيع الريح في سياطها

ولا يجمعنا رحيل

فكم سيمضي بعد رحيلك

عام ..

قصيدة..

أم جرعة متقنة

كم سيمضي

شجر

نجوم

أقمار .

نجوى شمعون شاعرة من فلسطين

  ارسل هذه الصفحة الى صديق

اغلاق الصفحة