انوما اليش

عندما في الأعالي لم يكن شيءٌ بعدُ

و الموتُ بريئاً من كل ذنبٍ

عندما المحالُ رضيعاً معلقاً بعدُ على صدر الممكنات

كنتَ أنتَ

يا حلمُ

أسميّكَ و طنـاً

و كان اسمكَ جسدي

و مرآة اسمي

حيثُ أراني

 سماءَ ملائكةٍ

ترقبُ دهشةَ وجهي فيكَ

و تعبر منه إلى الاخرى في ظهر المرآةِ

كنتَ أنت : ( أنا ) و ( هي ) و بينهما

و حقلَ نجومٍ تتدلى

منها فراشاتُ الضوءِ

نهراً قدسياً

ينسابُ رسيلهُ من عشّ عصافيرِ الهمسِ

 

كاملاً..عندما لم يكن شيءٌ بعدُ

كاملاً..

عندما

لحظةُ ( كن ) طاغيةٍ

عندما

لحظةُ خلقِ العـدمِ

ضجّت الأعالي بها

يقظةً..فصَمت أوصالكَ مني

عندما

دبيبُ الموتِ في الصلصالِ

أينعت فيه زهرةُ الشرِّ

تتوغلُ أصابعهُ الآثمـةُ

أصابعهُ المعقوفـةُ تمشطُ ظفائرَ السنابلِ

و تبذرُ شواهدَ المقابرِ في الحقولْ

 

تسربت ملائكةُ الدهشـةِ

مع الآخرى عبرَ شروخي

عندما

في الأعالي لم يعد متسعٌ

لحلمٍ...و طنٍ

عندما في الأعالي لم يعد متسعٌ إلا للسقوطِ

وهبتكَ أجنحةً

من عصافيرِ دمي

ريم فهد شاعرة من السعودية

  ارسل هذه الصفحة الى صديق

اغلاق الصفحة