المقال ادناه نشر في صحيفة الزمان اللندنية بهذا الشكل وتحت عنوان 

رمي الحجارة - حميد العقابي

في البدء لابد من الثناء علي النشاط الذي يمتاز به الشاعر شاكر لعيبي حيث نجده يكتب ويحاور وينشر في اكثر من صحيفة ومجلة وله جهد مجمود بانشاء اكثر من موقع الكتروني في زمن رمادي يجعل اكثر المتفائلين عرضة للشعور بالخيبة أو اللاجدوي، ولكن هذا قد يدفع صاحبه الي الوقوع في فخ الاستسهال عبر اغراء النشر في امور قد لا تستحق الوقوف عندها طويلاً فتصبح الكتابة من اجل إلقاء تهمة او رد أخري مما لا يضيف الي المبدع شيئاً.
فعلي الرغم من اني اتفق مع الشاعر شاكر لعيبي في جوهر ما ورد في رده علي الناقد حاتم الصكر إلا اني اري ان تلك مسألة تحتاج الي وقفة جادة فما يعني تجاهل اسم شاعر أمام اطروحات لو وضعت امام المحاكم الدنماركية (القانون القضائي الدنماركي ارقي ما توصلت إليه البشرية من تسامح وعدل ورحمة) لما خرج المتهم بها بأقل من السجن ثلاث سنوات، فالذي يراجع افتتاحيات مجلة الأقلام (الذي كان الصكر مدير تحريرها) لعقد الثمانينيات سيجد من الاطروحات ما لا يمكن الدفاع عنها، فما كان بودي ان ادخل طرفاً ثالثاً في الحوار الذي أثاره الشاعر شاكر لعيبي في (الزمان) لولا انه رمي حجره علي نافذتي، عندها وجدت لزاماً الرد عليه.
بعد ان اطلعت علي اغلب مقالات شاكر وجدت ان كل مقالة تضم أخطاء، فان كان يكتب عن اللغات فهو لا يميز بين الـ(homeless) والـ(homesick) (راجع مقالته في جريدة الزمان المعنونة بـ تهافت اللغة العربية علي الانترنت ) وحينما يحصي أسماء المبدعين يفشل في حيازة لقب (مختار محلة الثقافة) اضافة الي وقوعه في الخطأ الذي يعترض هو نفسه عليه لدي الآخرين واعني به العشوائية فلا ينسي أن يحشر بين الاسماء اسماً مجهولاً كي يوحي للقارئ بانه يتوخي الدقة.
وعندما يبدأ لعيبي القسم الثاني من مقالة هل شعراء السبعينيات كائنات ايدلوجية محض المنشور في جريدة الزمان العدد 1106 وهو القسم الذي اجد نفسي معنياً بالرد عليه لانه يخصني، بالعبارة التالية (ان ابتذال الشعر السبعيني مجرد رطانة ايدلوجية وسياسية يجد تعبيره البليغ علي يد حميد العقابي) وهو هنا يشير الي مقالتي (مشاهد صامتة لهاشم شفيق ــ حزن يطمره الافتعال) المنشورة المنشورة في جريدة (الوفاق) بتاريخ 27 آذار 1997. وهنا أرجو من القارئ الكريم ان يدقق في جملة شاكر لعيبي حيث وردت ثلاث مفردات (ابتذال، رطانة والبليغ) فأنا علي يقين من أن الكاتب لا يعرف معناها الدقيق فالرطانة هي لغة الأعجمي أو مجازاً هي الكلام غير المفهوم وهنا أرجو من القارئ أن يعيد الفقرة التي استلها الكاتب من مقالي فهل سيجد فيها أية اشارة تدل علي ما يقوله شاكر لعيبي؟
يعود شاكر في الهامش موضحاً رأيه في مقالي فيقول (هذه الفقرة مليئة بالمغالطات وعدم المعرفة بشعر هذه الفترة ونقدها وعلي سبيل المثال فهو يجهل بأنني قد كتبت منذ منتصف السبعينيات مقالة في ــ الفكر الجديد ــ عن مشكلة حضور وزن واحد أو وزنين في الشعر العراقي الحديث).
وهنا أضع خطاً تحت كلمة يجهل الذي يعنيني لعيبي بها فأقول:
أولاً: ايعيبني اني لم اطلع (وحقيقة اني اطلعت آنذاك) علي مقالة كتبها مراهق (لم اقصد الشتيمة بل ان شاكر لعيبي حينما كتب مقالته المشار إليها لم يكن قد تجاوز العشرين من عمره).
ثانياً: ان الاشارة الي مقالته المذكورة تؤكد اننا متفقان حول الظاهرة التي اشرت إليها في مقالي المشار إليه فلماذا اذن يتهمني بالجهل؟
ثالثاً: في الهامش المخصص للاشارة الي مقالتي خلط لعيبي الحابل بالنابل فراح يشير دونما مبرر الي التاريخ السياسي للناقد حاتم الصكر بكلام قد يعممه القارئ الذي لم يستطع ان يتكهن بما يعنيه الكاتب.
وأخيراً: أقول مخلصاً للصديق شاكر لعيبي ان ادونيس بعظمة موهبته وما قدمه للشعر والفكر العربيين قد وجد اكثر من ناقد يتجاوز حرجه ويلعن ملله من تلك الـ(أنا) المتورمة بل إن أكثر من (طفل) صرخ معلناً عري (الامبراطور) فكيف الحال مع مَن يضيع كقطرة في بحر ادونيس؟

  ارسل هذه الصفحة الى صديق

اغلاق الصفحة