ملتقى الأدباء الشباب في الصليخ 1989

 

 

في بلد ٍ محكوم لحزب واحد ونظام حديدي لا يسع الكلمة ان تخرج من مكمنها عارية ً ولو فعلَت ْ لسُلخ جلد قائلها.. الجندي ُ المُساق ُ الى حتفه بالقوة و الأب ُ الكادح و التلميذ و الشاعر في هذا سواء.. لأن الجلاد لا يتعامل مع ضحيته بالفصحى ولا يناقشه في مذهبه كل ما يفعله هو انتزاع الاعترافات بالقوة ولا فرق ان كان الاعتراف حقيقيا ً أم خلاصاً من جولة تعذيب فالمهم أن ضحايا آخرون ينتظرون دورهم على يد جلاد ينتظره أطفاله آخر الشهر ليشتري لهم دراجات و ملابس جديدة.

 

لم لا ينظر الى الشاعر والمثقف العراقي بعيدا عن روح الانانية و الشعور بالسيادة و الفرادة في مشهد ثفـــافي اجتمعت جملة أمور على صنعه من أهمها روح التذلل التي صبغت كثيرا من شعرائنا و مثقفينا في الداخل ، هذه الروح الذليلة صنعت نجوميــــة الكثير و برّزت أسماء كثيرة تسنمت مناصب ثقافية رســــــــمية ابان ثمانينات القرن المنصرم .. هذه الاسماء التي كنا ننظر اليها على انها جزء من الآلة الســـــلطوية في العراق خاصة وهي تطل علينا ببدلات عسكرية مريبة ... اسماء مقاولات استحوذت على المشهد  الثقافي الثمانيني العراقي ولم تسمح للشــــعراء الجدد آنذاك باخذ مكانهم في المشهد سواء بحظر حضورهم في امســـــــيات منتدى الادباء الشـــباب او حجب اسمائهم عن الظهور في الصحف والمجلات ، ومن هناك تاســـــس ملتقى الادباء في الصليخ هذه التجربة الثقافية العراقيه التي انبثقت في 1989 في بغـــداد وانطفأت بعد حرب الخليج الثانية ولم تأخذ نصيبها في الكتابة عنها ، حتى  أن مؤسسي هذه التجربة لم يدونوا عنها ما يشير اليها لاحقاً لآسباب أجهلها.

وقد برزت عدة  اسماء من المجموعة الاولى التي اســـست ملتقى الادباء الشباب في الصليخ منهم فرج الحطاب و عبد الخالق كيطان و جمال الحلاق بينما تلكأت الاسماء الاخرى عن الظهور لاسباب تعلقت في أغلب الظن بالوضع العراقي  الداخلي بعد حرب الخليج اضافة الى هجرة العراقيين الى خارج الوطن في نهاية آذار 1991  و انقطاعهم عن وسائل النشر .

منتدى الأدباء الشباب الذي كان من المؤسسات الحكومية التابعة لوزارة الثقافة والاعلام كان الواجهة الثقافية الرئيسية التي من خلالها اطلت على المشهد الثقافي العراقي اسماء كثيرة بغض النظر عن ثقل تلك الاسماء و خفتها ، هذه المؤسسة تبنت نشاطات اغلبها دعائية و تعبوية تمجيدية بالقائد الرمز و معاركه من خلال المهرجانات ومهرجان المربد بالاخص و الاصدارات والمطبوعات الثقافية و السلاسل الكتابية التي تطبل لحروب خاسرة تضج برائحة جثث القتلى و عفونة البدلات العسكرية للجنود .مهرجانات كان للشعراء العرب الكبار دورهم في انضاج شواء الحرب فكلما حرض شاعر على  ادامة الحرب كلما استقبلنا احبتنا جثثا ً ممزقة في توابيت نتنة ٍ مخطوط ٍ عليها عبارة الشهيد البطل فلان الفلاني ..

سعاد الصباح واعطني خوذة جندي عراقي وخذ الف اديب و نزار قباني بمن جاء ليقرأ شعراً منذ القرن الاول فليقرأ خلف الابواب .. الشعر الان هو الفاو .. وليس انتهاء بالمطربين العرب الذين رقصوا على اشلاء قتلانا ... كل ذلك كان واجهة المشهد الثقافي الاعلامي في ثمانينات القرن الفائت و نشاط منتدى الادباء الشباب الرسمي.

ذلك المنتدى تعاقب عليه  اسماء كان القاسم المشترك بينهم هو روح الشرطي  و المُخبر الكامن تحت جلودهم وغبرة الذليل والمتملق الذي لا يمكن ان يصل الى منصب من مناصب المنتدى الا بتعفير رأسه بتراب الخنوع ألا أن هذا لا ينفي ان تكون هناك اسماء كثيرة اخرى استطاعت ان تفلت بنصوصها و نظافتها رغم تعاملها مع نماذج المنتدى آنفي الوصف. 

ليس من السهل ان تكون عضوا ً في منتدى الادباء ما لم تكن مرضيا ً عنك حزبيا ً او اذا كنت تمتلك علاقات شخصية مع القائمين على المنتدى او ان تتمتع بقابلية التملق .. لذا فأن عملية ظهور أسم جديد في المشهد عملية ليست بهذه السهولة ،  أضف الى ذلك العلاقة المترابطة بين تلك المؤسسات الثقافية و الصحافة العراقية التي لا تختلف تركيبتها عن تركيبة أية مؤسسة حزبية في العراق

وحين حاول طلبة ُ جامعات ٍ شعراء ٌ في مقتبل اعمارهم جاءوا من قرى وارياف العراق الى بغداد لغرض الدراسة فيها ان يعرّفوا عن أنفسهم فأنهم لم يجدوا كرسيا ً فارغا ً يسع اجسامهم الصغيرة  فلجأوا الى التفكير بتأسيس منبر آخر يسع أحلامهم.

عملية تاسيس ٍ من أي نوع كانت في العراق ليست بالأمر الهين ،  لذا وبعد ان اختمرت فكرة التاسيس في اذهان نواة التأسيس الاولى التي كانت اغلب لقاءاتهم تنعقد في حديقة مبنى المعهد البريطاني في الوزيرية ببغداد فقد اصطدمنا بعقبة الحصول على موافقة وزارة الثقافة و الاعلام في بغداد فاستعنا برجل لا قيمة ثقافية له سوى انه كان ذا علاقات طيبة مع بعض المتنفذين وكان شرطُه ان يرأس الملتقى ووافق المؤسسون على ان يرأس جاسم خلف ملتقى الادباء الشباب لفترة انتقالية أمدها ستة اشهر على ان يصار الى انتخابات جديدة.. اما العقبة الثانية فكانت المبنى الذي يمكننا من خلاله الانطلاق في عملنا فاستطاع جاسم خلف بعلاقاته ان يوفر لنا غرفة في مبنى الاتحاد العام للطلبة والشباب في الصليخ لتكون مقرا ً لنشاطاتنا ومن هناك جاءت تسميى ملتقى الادباء الشباب في الصليخ.

و اذ ترفض كل الصحف العراقية نشر بيان التأسيس الا ان صحيفة الطلبة والشباب الاسبوعية استجابت لنشر البيان لان نشاطنا انطلق من مؤسسة تابعة للطلبة والشباب

وتصدّر البيان ستة عشر أسما ً على انهم مؤسسون وفي الحقيقة فان بعض الاسماء دخلت في باب العلاقات العامة والمجاملات وكانت الاسماء كالاتي

فرج الحطاب                   بغداد          معهد الصحة            

جمال الحلاق                  بغداد           .................

عبد الخالق كيطان            ميسان         اكاديمة الفنون الجميلة قسم المسرح

على سعدون                   ميسان          ....................

جليل وادي الجبوري          ديالى          كلية الاداب قسم الاعلام

نبيل وادي الجبوري           ديالى            اكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح

نجاة جبار                       بغداد             .....................

قاسم حسن                      بغداد             اكاديمية الفنون الجميلة

قاسم محمد                      .........................................

عبد الهادي الزيدي            ..........................................

حسن الدرويش                 بغداد             اكاديمية الفنون الجميلة قسم المسرح

عماد فاهم                       ..........................................

و عبد علي الرماحي         سوق الشيوخ    اكاديمية الفنون الجميلة قسم الفنون التشكيلية

 

  مع اعتذاري لبقية الاسماء الغائبة عن ذاكرتي

وكانت اول امسية قراءات على قاعة المسرح في المبنى ذاته وكان النص الذي قراته وقتها بعنوان : عشرة ايام هي ايامي

استمر نشاطنا كل يوم اثنين على ان تكون أمسية الاثنين الاولى قراءات لاعضاء الملتقى و التي تليها استضافة لشخصية ثقافية وهكذا وكان من الشخصيات التي استضافها الملتقى كثيرون مثل راضي مهدي السعيد وعدنان الصائغ و عزيز خيون وغيرهم

بعد فترة وجيزة صار للملتقى اسما ً ونشاطا ً ملحوظا ً بحيث كانت كل الصحف العراقية وقتها تنشر اعلانا ً مصغرا ً عن نشاطات الاثنين المسائية في ملتقى الادباء الشباب في الصليخ وحين شعرنا بكينونتنا و استقلالنا سعينا للحصول على صفحة من صحف العراق لنشر نشاطاتنا فلم نفلح الا بالحصول على صفحة شهرية في جريدة الطلبة والشباب الاسبوعية بعنوان صوت الملتقى لنشر نشاطاتنا و نصوصنا و لقاءات مع اعضاء الملتقى كان كاتب المقال واحدا ً ممن كتب عنهم في صحيفة الطلبة والشباب العدد 358 الاربعاء 27 حزيران –3تموز 1990

و اذ تمضي فترة الاشهر الستة فيصار الى انتخابات جديدة كنا سلفا ً قد اتفقنا على اقصاء جاسم خلف من منصبه ليحل محله نائبه جليل وادي الجبوري رئيسا ً للملتقى حتى خروجي الاضطراري من العراق في الثالث والعشرين من اذار 1991 بعيد فشل انتفاضة الشعب العراقي في 1991

جن َّ جاسم خلف وقتها اذ لم يتوقع هذا الرجل الذي بذل جهده في تاسيس الملتقى ان يقصى هكذا وبكل سهوله وقال كلمته انكم استخدمتموني جسرا ً لتنفيذ مآربكم واذكر وقتها انني صدقت قولته وقلت له صح

كنا مضطرين لذلك لأنه لولا ذلك لما كان بامكاننا ان نكتب و ننشر بعيدا ً عن شرطة منتدى الادباء الشباب الرسميين المسخّرة لهم مطبوعات عديدة حرمنا منها فاضطررنا لاصدار اول مطبوع ثقافي على طريقة الفوتوكوبي كنت قد صممت صفحته الاولى اضافة الى تخطيطات المطبوع الداخلية كما كان لي في المطبوع الذي اسميناه صوت الملتقى العدد صفر نصا ً مطولا ً بعنوان مساء النخيل منه:

(1)

يا مريم الشط ِّ

هزي أليك بجذعي

يساقط ْ شجن

(2)

ربما عند المغيب

نسوة ٌ من شمعْ

رتلن آنطفائي بآحتراق ٍ

ثم لم يتركن لي ألا ذهولي

وعباءات ٍ من السعف وشمعاً من صلاة ْ

 

رغم كل ذلك فان علاقة الملتقى بمنتدى الادباء الشباب ظلت محكومة بذات ذهنية التهميش و الشعور بالابوة والفرادة والتسلط الذي ميز منتدى الادباء الشباب  فيما استقطب الملتقى اسماء ً شبابية كثيرة وجدت مساحة من الحرية والقبول ولانسجام في ملتقى الادباء الشباب في الصليخ الا ان نشاط الملتقى فرض على منتدى الشباب ان يدعو مجموعة شعراء من المكلتقى في امسية شعرية عندهم واذكر وقتها ان الشعراء كانوا

عبد الخالق كيطان

فرج الحطاب

جمال الحلاق

 و عبد علي الرماحي

ولم يحتمل جماعة المنتدى المشهد فتركوا قاعة القراءة في المكتبة الوطنية ببغداد خارجين تاركين ضيوفهم مع الجمهور لوحدهم وحين عاتبت احدهم على ذلك بعد ان مضت سنوات وبعد ان ترك منصبه في المنتدى واصبح مهاجراً في دولة اوربية تعلل الرجل بانه لا يتذكر المشهد وانه يعتذر لمقاطعة شاعر !!

وقتها كانت القصيدة التي قراتها والتي تبتدأ ب: اشير الى شق يتناسل عند الغروب بلا عنوان لان عنوانها كان كل القصيدة

لم تمر سنة واحدة الا و انضم الى الملتقى شخص يدعي انه ذو علاقة بالادب اسمه محمد عريبي -  غير انه غريب الاطوار ابلها ً مدت اليه اصابع الاتهام منذ ان الح على ان يشتري ورقا ً لمجلة صوت الملتقى و اصراره على تقويم النصوص فيها وتوزيع جوائز مالية على نصوص معينة منها كان نصيبي منها خمسة عشر دينارا عن نص مساء النخيل وقتها كانت للخمسة عشر دينارا اهمية  وقبلها كان محمد عريبي يصر ان يزورني في شقتي التي استقبلته فيها فمد يده الى كتابين ممنوعين انذاك ليستعيرهما الى هذه اللحظة.

لا يستطيع احد ان يدعي ان ملتقى الادباء الشباب في الصليخ كان موجة في المشهد الثقافي العراقي الثمانيني ولكن لا احد ينكر انه كان احتجاجا ً على نشاط المؤسسة الرسمية التي لاتسمح بدخول الاطفال واصطحاب الاطعمة الى داخلها.

ملحقات

(1)

موسوعة اعضاء الملتقى

مادة منشورة في صحيفة الطلبة والشباب العدد 358 الاربعاء 27 حزيران-3 تموز 1990

الشاعر عبد علي  الرماحي

كتب المادة نبيل وادي الجبوري

 

هل يكون الشاعر قنديلاً منطفئاً احياناً؟ ربما وربما لا ينطفئ هذا القنديل

ربما يسميها الشاعر زيته الشعري من لحظات الهمّ اليوميّ – الهمّ البسيط – الهمّ الذي يأخذ اشكالاً تبدو تافهة لأولئك الذين يتشدقون بكونية الشعر دون ان يدركو ان  هذه التفاصيل البسيطة هي المحرك الخفيّ لحياتنا – هذا ما يعبر عنه الرماحي :

في بيتنا نخلة وحصيرٌ و كوز فخار

بقايا جروحي التي لا تهمكِ

حلم عتيق بباب الصريفة

هل تقبلين الزواج؟

انه موقف اجتماعي لا صلة له بفلسفة الاشياء والدلالات الا بالقدر الذي يشئ بالعجز بسبب ما ذكر من تفاصيل ، وكثيراً ما يتخذ الشاعر موقفاً اخلاقيا واجتماعيا واضحاً

(( من شر الشعر الموقوف على الشعراء ))

يقول الرماحي : ماهو الشعر لتختص طائفة  من الناس به دون الاخرين ؟

ثم ماهذه الجفوة بين الشاعر والناس؟ كأن الشاعر يستلهم شعره من الله فوراً وماعلى الناس الا ان يستمعوا ويطيعوا سواء فهموا شيئاً ام لم يفهموا؟

وتأسيساً على هذا الموقف يتضح الانتماء الحقيقي والاصيل للمكان والناس عند هذا الشاعر معبراً عنه بحبه ل (سوق الشيوخ ) التي يرى فيها امكانات شعرية غير منقب عنها يمكن ان ترفد الشعر باصوات قد تصبح ذات شأن في يوم ما وهم بكل ذلك يمثلون سوق الشيوخ شعرياً .. الاستاذ جميل حيدر لولب الحركة الشعرية فيها على  - حد تعبير الرماحي -  وكمال السعدون وغيرهم

وبالرغم من هذا الانتماء الانساني الواضح فأن ترسانة من الاسئلة تؤرقه و تزعزع هذه الثقة و ذلك الصرح الانساني من الابداع الكظيم لسبب او لاخر

(( قد تتوقف في دولاب الرئة الانفاس

وشيل الكاس

بقايا صيحات الحراس ))

هل يمكن لشاعر واحد ان يصبح واحة لحضارة شغرية؟

يقول الرماحي : ربما و لكن بالقدر الذي يتلف الشاعر نفسه ويعرضها للكثير من الاحتمالات وفوق هذا عليه ان يتكا على مخزون حضاري شعري وعليه ايضاً ان يعيش عمر ( أدم) ليقتنع هو اولاً انه قد أسس مثل هذه الحضاره

و حين يرى الشاعر انه امام معضلات اخرى ذات بعد فلسفي فانه يسقط بعضاً من تفاصيله هو بوضوح على تجربة فيها براءة النسيج الجديد

(( على باب السماء

تتمايل الأجساد ابواباً تأنُّ

جثثاً يزاحمها الهواء فتنكفئ

قمراً تدلى بين نافذتين يضحك ..))

الذي فعله الرماحي هو انه عرض شريطاً بانورامياً للاشياء امامنا وعلينا ان ننسق هذه الاشياء لنعرف انه يريد ان يقول ان كل ذلك هو :

(( العاشقون

شذرُ القلائد

تفاحة العاصين

ساقية يجف الماء في فمها فتبكي ))

دم الشاعر هو خلاصة دماء الناس وهو وحيهم الجمعي هذا ما يقوله الرماحي معلناً انه كالمنتظِر معبأً بخيبة التمثيل الصريحة يقف شامخاً في ذلك يجتر ليل الانتظار انتظار ندى النبوءة التي تعيد للرغائب الهزيلة بعضاً من حيويتها رغائب تطوف بحلم صوفي يتألق مثل مآذن مدت اعناقها نحو فجر موشك في مدينة مستلقية على فراش عرسها الوثير

(( المدينة عريانة نائمه

وقيظ المواسم يغوي المياسم بالجنة الحالمه

والوردة النائمة

تخيط النهايات مبتلّةً برشيح الكؤوس

و طرق الفؤوس

و حلم يجوب الرؤوس ))

ان الرماحي يخط مساره باتجاه مواز ٍ لمسار السياب مأخوذاً بشاعرية الاخير دون ان تشبهه الى حدود يفقده استقلاله (( رؤياه الخاصة للحياة والشعر ))

نبيل وادي 

(2)

نصوص من تلك الفترة

بانتظار شخص ٍ ما

1

لسموات الطبف وأجنحة الغفران

ألملم أصحابي الضائع تلو الضائع

لأهازيج الموت و أوردة التسيان  أزخرف قبوي

أعدو خلف ظلالك ألهث

ولهاثي المتورم يورثني العزلة

يا هذا بالله عليك توقف

يعلو في الافق رداء الرحلة

و تلوّح لي

وانا انتظر

2

حَجَنْجَلِي بَجَنْجَلِي *

أكلُّ هذا الحزن لي؟

خطوا على الطرقات لا تبحث

فعدت ُ أجر سعفي

سعف على سعف ومن سعف سيبنون القبور

ويظل فيك التمر منشغلا ً عن الأعذاق

هب ْ ن الرياح ستمحو ذكرك َ

او يميت الرعد ُ اشجار المنازل

او يفز الليل مذعورا ً يفتش عن ندى

سيرددونك كالصدى

أن كان هذا فاستبح ْ طيف العيون

أوَهكذا يا سيدي تجتاجني الأسماء في ذكرى انحيازي للسكون؟

صبح ٌ بدا

طير ٌ شدا

هلا مددت َ لنا اليدا؟

لاشئ يعرفني سوى وقع الحصى في النهر او موت الدموع على الخدود

سعف ٌ على سعف ٍ ومن سعف سأحمل مهدك الآتي الى فجر الطلوع

الى الضياء

·        حجنجلي بجنجلي اغنية اطفال عراقية

سوق الشيوخ / آب 1990

النص منشور في جريدة الجمهورية 27 ايلول 1990

 

اغلاق الصفحة